بحر إيجة.. طريق الموت الذي يبتلع أحلام المهاجرين

بحر إيجة.. طريق الموت الذي يبتلع أحلام المهاجرين
سترة نجاة في بحر إيجة - أرشيف

يواصل بحر إيجة ابتلاع أرواح المهاجرين الهاربين من ويلات الحروب والفقر والاضطهاد، في رحلة محفوفة بالموت بحثاً عن الأمان على الضفة الأخرى من أوروبا، ورغم التحذيرات المستمرة من خطورة هذا الطريق البحري القصير ظاهرياً الطويلة مآسيه، فما تزال قوارب مطاطية متهالكة تحمل يومياً أحلام رجال ونساء وأطفال، تتحطم بين أمواج البحر وتقلبات السياسة.

وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين، انتشلت دوريات خفر السواحل التركي جثث أربعة مهاجرين غرقوا في بحر إيجة أثناء محاولتهم الوصول إلى الجزر اليونانية على متن قارب مطاطي متهالك، كما أنقذت الدوريات مهاجرين اثنين، فيما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين بمشاركة ستة قوارب وطائرة مروحية وطائرة بدون طيار.

وقع الحادث قبالة ساحل كارابورون في ولاية إزمير غربي تركيا، وهي منطقة لا تبعد سوى 30 كيلومتراً عن جزيرتي ليسبوس وخيوس اليونانيتين اللتين تعدان من أبرز بوابات العبور إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب ما ذكر موقع "مهاجر نيوز".

سلسلة من الغرق والاختفاء

الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الغرق والاختفاء التي يشهدها بحر إيجة منذ سنوات، فوفق بيانات منظمات غير حكومية، يُعتبر هذا المسار واحداً من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث تنقلب القوارب المكتظة بسهولة وسط أمواج البحر.

وفي حادث منفصل، أعلنت منظمة هاتف الإنذار أنها تلقت نداء استغاثة من 15 مهاجراً تعطّل قاربهم قرب جزيرة ليسبوس، وأرسلت فيديو يظهر عدداً منهم في المياه.

وجوه خلف الأرقام

خلف هذه الأرقام المأساوية تختبئ قصص إنسانية مفجعة، ففي عام 2023 فقد عبد الكريم، وهو طالب لجوء من سيراليون يبلغ 26 عاماً، غرقت ابنة أخيه الرضيعة “زينب” من بين ذراعي أمها أثناء محاولة الوصول إلى جزيرة ليسبوس. 

قال الشاب: "كان شعوراً لا يوصف، أن ترى طفلة بريئة تضيع أمامك دون أن تتمكن من إنقاذها".

قصة عبد الكريم ليست استثناءً؛ آلاف العائلات فقدت أحبّاءها في هذه الرحلات، بينهم أطفال رضع ونساء حوامل.

وتتقاطع المأساة الإنسانية مع خلافات سياسية مستمرة بين تركيا واليونان. فأنقرة تتهم أثينا بممارسة عمليات "صد ودفع" قوارب المهاجرين إلى عرض البحر.

وتشدد اليونان على أن تركيا تستغل المهاجرين ورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، وبين الاتهامات المتبادلة، يبقى المهاجرون هم الضحايا الأوائل.

بحر يتحول إلى مقبرة

بحر إيجة، الذي كان يوماً جسراً للتبادل الثقافي والتجاري، تحوّل إلى ما يشبه المقبرة المفتوحة للمهاجرين الباحثين عن الأمان والكرامة في بلدان أخرى. 

وتؤكد المنظمات الحقوقية أن استمرار غياب حلول جذرية لأزمات الهجرة والنزاعات في دول المنشأ سيجعل هذه الفواجع تتكرر بلا توقف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية